في الآونة الأخيرة، شهدت الأوساط الرياضية المصرية تطورات مثيرة تتعلق بصفقة انتقال المهاجم الجابوني أرون بوبيندزا إلى نادي الزمالك، وهي الصفقة التي كانت قد وصلت إلى مراحل متقدمة قبل أن تتعثر في اللحظات الأخيرة، رغم إرسال البطاقة الدولية للاعب إلى القلعة البيضاء. يكشف لنا محمد حبشي، وكيل اللاعبين، عن كواليس هذه الصفقة التي أثارت الكثير من التساؤلات حول ما جرى وراء الكواليس.
المفاوضات بين بوبيندزا والزمالك: كيف بدأت الصفقة؟
بدأت مفاوضات الزمالك مع أرون بوبيندزا عندما فسخ اللاعب عقده مع نادي سينسيناتي الأمريكي في بداية شهر أغسطس 2024. كان بوبيندزا يرغب في العودة للعب في منطقة الشرق الأوسط بعد تجربة قصيرة في الدوري الأمريكي، وهنا تواصل وكيل اللاعبين محمد حبشي مع اللاعب لبحث إمكانية انضمامه إلى نادي كبير في المنطقة. كان هناك عرض أولي من نادٍ سعودي كبير، إلا أن الصفقة لم تتم لأسباب تتعلق بالتفاصيل المادية.
ومع تعثر المفاوضات مع النادي السعودي، بدأ الحديث عن إمكانية انضمام بوبيندزا إلى نادي الزمالك. ورغم الراتب الكبير الذي كان يتقاضاه اللاعب في أوروبا والذي يتراوح بين 2 إلى 2.5 مليون دولار في الموسم، فقد وافق اللاعب على تقليص هذا الراتب ليصل إلى 800 ألف دولار فقط، مع إمكانية إضافة بعض المكافآت والحوافز لتعويض الفارق.
تفاصيل التفاوض حول العقد والموافقة المبدئية
أوضح محمد حبشي أنه بعد مفاوضات مكثفة، تم التوصل إلى اتفاق شامل بين اللاعب والزمالك. أرسل الزمالك عرضًا رسميًا إلى اللاعب بعد 24 ساعة من الحديث الأولي، وقام بوبيندزا بالتوقيع عليه وإرسال موافقته عبر بريده الإلكتروني الشخصي. كان العرض الذي قُدم للاعب يغطي كافة النقاط التعاقدية المعتادة، ويضمن للاعب راتبًا أساسيًا قدره 800 ألف دولار في الموسم، إلى جانب المكافآت التي تتعلق بأداء اللاعب وتحقيق أهداف معينة خلال الموسم.
العقد كان يمتد لمدة ثلاث سنوات، مما يعني أن الزمالك كان يعول على بوبيندزا ليكون عنصرًا مهمًا في الفريق على المدى الطويل. اللاعب من جهته كان قد أبدى استعداده الكامل للانضمام إلى الزمالك، بل إن النادي بدأ في إجراءات استخراج التأشيرة لتمكين اللاعب من الوصول إلى مصر في الموعد المحدد.
العقبات التي أعاقت إتمام الصفقة
رغم أن جميع الأمور كانت تسير على ما يرام في البداية، إلا أن الصفقة بدأت تواجه تعقيدات غير متوقعة. يقول وكيل اللاعب إن بوبيندزا تعرض لضغوطات متعددة من جهات خارجية، بما في ذلك وسائل الإعلام وبعض الأندية التي أبدت اهتمامها باللاعب بعد أن تم تسريب أخبار مفاوضاته مع الزمالك.
بالإضافة إلى ذلك، بدأ اللاعب في تلقي رسائل وتحذيرات حول الأزمات المالية التي يواجهها نادي الزمالك، حيث وصلت إليه تقارير باللغة الفرنسية تشير إلى القضايا القانونية التي رفعها لاعبون سابقون ضد النادي. هذه الرسائل أثرت بشكل كبير على قرار اللاعب، وزادت من مخاوفه بشأن مستقبله في حال الانضمام إلى الزمالك.
تأثير الوكيل الآخر على الصفقة
أحد العوامل الرئيسية التي أسهمت في تعثر الصفقة كان تدخل وكيل آخر في المفاوضات. هذا الوكيل، الذي لم يكن معروفًا في البداية لدى وكيل الزمالك، بدأ في التواصل مع بوبيندزا واقترح عليه عروضًا أخرى من أندية أوروبية، مما زاد من تعقيد الموقف.
لم يوضح بوبيندزا في البداية تفاصيل ارتباطه بهذا الوكيل الآخر، مما جعل وكيل الزمالك يفاجأ بتغيير موقف اللاعب بعد فترة من الاتفاق. هذا التدخل جاء في وقت حساس للغاية، حيث كان الزمالك قد أنهى معظم الإجراءات الرسمية للحصول على توقيع اللاعب، بما في ذلك إرسال البطاقة الدولية الخاصة به.
رد فعل الزمالك بعد فشل الصفقة
رغم فشل الصفقة في اللحظات الأخيرة، أكد وكيل اللاعب محمد حبشي أن نادي الزمالك لن يتنازل عن حقه في هذه القضية. النادي كان قد أتم جميع الخطوات اللازمة لإتمام التعاقد، بما في ذلك الحصول على البطاقة الدولية الخاصة باللاعب. هذا يعني أن الزمالك يمتلك الحق القانوني في متابعة الأمر، وقد يسعى لاتخاذ إجراءات قانونية إذا لزم الأمر.
الزمالك لم يرتكب أي خطأ في هذه الصفقة، وأتم كل الإجراءات بصورة قانونية صحيحة. ومع ذلك، فإن تأثير العوامل الخارجية والضغوطات التي تعرض لها اللاعب أسهمت في تغيير مجرى الأمور، وأدت في النهاية إلى فشل الصفقة.
ما الذي سيحدث بعد ذلك؟
من الواضح أن الزمالك سيتخذ خطوات قانونية لضمان حقوقه في هذه الصفقة، خاصة بعد أن تم الحصول على البطاقة الدولية للاعب. قد يلجأ النادي إلى رفع قضية أمام الفيفا إذا استدعى الأمر، لضمان تعويض مالي أو الحصول على توقيع اللاعب في وقت لاحق.
من جهة أخرى، قد يقرر بوبيندزا التركيز على مشواره الجديد مع نادي رابيد بوخارست الروماني الذي انضم إليه بعد تعثر مفاوضاته مع الزمالك. اللاعب يبدو أنه اختار الابتعاد عن الدوري المصري بعد أن تلقى عروضًا مغرية من أندية أوروبية.
ختام: الزمالك وبوبيندزا – قضية مفتوحة
رغم أن صفقة أرون بوبيندزا مع نادي الزمالك لم تتم كما كان متوقعًا، إلا أن القضية لا تزال مفتوحة. الزمالك لن يتنازل عن حقوقه بسهولة، وقد نشهد تطورات جديدة في الفترة المقبلة. في النهاية، تبقى هذه الصفقة مثالًا على التعقيدات التي يمكن أن تحدث في عالم انتقالات اللاعبين، حيث تلعب الضغوطات والعروض المفاجئة دورًا كبيرًا في تغيير مجرى الأمور.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.