أسئلة قوية لتحويل محادثتك إلى تجربة لا تُنسى
سنستعرض أربعة أسئلة قوية يمكنك طرحها في أي محادثة شخصية، والتي إذا استخدمت بشكل صحيح، يمكن أن تجعل جميع محادثاتك لا تُنسى. خلال هذا المقال، سنتعرف على هذه الأسئلة الأربع وكيفية استخدامها بشكل صحيح، بالإضافة إلى سبب نجاحها. كما سنقدم نصيحتين إضافيتين في نهاية المقال، لذا تأكد من قراءته حتى النهاية.
السؤال الأول: كيف كان الشعور؟
نبدأ بأسهل سؤال يمكن استخدامه، وهو “كيف كان الشعور؟”، حينما يقدم لك شخص معلومات أو قصة، يمكنك أن تطلب منه تفصيلًا عن كيفية شعوره في تلك اللحظة. مثال على ذلك، عندما التقيت مؤخرًا بشخص غادر بلده ليصبح رحّالًا رقميًّا للمرة الأولى، سأسأله: “كيف كان الشعور بالبعد عن الوطن للمرة الأولى؟”. هنا هناك سببان يجعلان هذا السؤال بسيطًا وقويًّا في نفس الوقت. أولًا، يُظهِر للشخص أنك تستمع بعناية فائقة لقصته، وأنك تهتم بمدى تفاصيلها حيث تطلب منه توضيحًا. ثانيًا، يشجعه هذا السؤال على مشاركة مشاعره معك، وهو واحد من أفضل الطرق لبناء الارتباط بينكما. فعادةً ما لا يشارك الإنسان مشاعره في تجربة السفر للمرة الأولى مع غريب تمامًا، بل يبقي ذلك لأفراد الأسرة والأصدقاء المقرّبين. فيما يتعلق بالغرباء، نتشارك عادةً فقط تفاصيل ما قمنا به، وليس كيف أثّرت تلك التجربة على مشاعرنا.
السؤال الثاني: الافتراضات
الافتراضات هنا ليست سؤالًا بالمعنى الحرفي، بل هي عندما تقوم بتخمين شيء ما عن الشخص الآخر. على سبيل المثال، إذا كنتما تتحدثان عن العائلة، يمكنك أن تقول شيئًا مثل “تبدو وكأنك طفل وحيد”. عندما تقوم بالتخمين بهذا الشكل، غالبًا ما سيجيب الشخص بمثل “نعم، ولكن كيف عرفت؟” إذا كان التخمين صحيحًا، أما إذا كان غير صحيح، فسيقول شيئًا مثل “لا، لدي أخوة ولكن لماذا اعتقدت أني وحيد؟”. تعتبر الافتراضات قوية لأنه إذا كان تخمينك صحيحًا، سيبدو وكأنك نوعًا من الكهانة، حيث تدفع بالشخص إلى الاستجابة لها كما لو أنها سؤال. وإذا كان التخمين غير صحيح، سيجعل الشخص يتسائل عن سبب تخمينك، مما يمنحك فرصة للتوغل في المحادثة بشكل أعمق.
السؤال الثالث: هل فكرت يومًا؟
هذا سؤال جيد يمكن استخدامه في بداية التفاعل مع شخص جديد. يمكنك أن تسأل عن أشياء بسيطة مثل تجربة طعام معين أو زيارة مكان معين. ومع ذلك، يمكن أن تكون أكثر عمقًا وتسأل عن أفكار الشخص. على سبيل المثال، عندما تكون في حانة على سطح مبنى مع شخص جديد، يمكن أن تنظر إلى المدينة أسفلها وتسأله: “هل فكرت يومًا في القفز؟” هذا سؤال مخاطرة نوعًا ما، حيث يمكن أن ينقل المحادثة إلى موضوع حساس، والبعض قد لا يشعر بالراحة في مشاركة مثل هذه الأفكار. ومع ذلك، في معظم الأوقات، يكون الأشخاص مستعدين لمشاركتها، ويمكن أن تصل المحادثة إلى أعماقها. قد يشاركك البعض قصصًا مكثفة عن الصعاب التي واجهوها وأدت إلى تلك الأفكار. هذه القصص تجعل التفاعل لا يُنسى.
السؤال الرابع: ما هي القصة؟
يمكن استخدام هذا السؤال لتسليط الضوء على شيء لاحظته عن الشخص الآخر. على سبيل المثال، إذا كان الشخص الذي تتحدث معه لديه وشوم، يمكنك بسهولة أن تسأله عن قصة الوشم قائلًا: “ما هي قصة هذه الوشم؟” وإذا لم يكن لديه شيء واضح مثل وشم، يمكنك أن تشير إلى قطعة ملابس أو ندبة أو حتى اعتقاد يمتلكه. هذا سؤال جيد لأنه يحث الشخص الآخر مباشرةً على مشاركة قصة معك. كما نعلم من دروس الدورة، كلما شاركك شخص مزيدًا من القصص، كلما ازداد شعوره بالقرب منك. والحقيقة هي أن هناك قليلًا من الأشخاص في حياتنا الذين نشاركهم الكثير من القصص.
نصائح إضافية
هناك نصيحتان إضافيتان أود ذكرهما قبل أن نختم هذا المقال. أولًا، فيما يتعلق بكمية استخدام هذه الأسئلة، يجب ألا تسأل نفس النوع من الأسئلة متتاليًا، وأيضًا عليك ألا تسأل العديد من الأسئلة دون تباعد بينها بتعليقات طبيعية. النصيحة الثانية هي أن تكون صادقًا. يجب أن تكون لديك رغبة حقيقية في معرفة إجابات الأسئلة التي تطرحها. لا يجب أن تطرح هذه الأسئلة فقط لأنك شاهدت فيديو على الإنترنت ينصح بذلك، بل يجب أن تكون فضوليًّا حقًا بمعرفة الشخص الآخر. إذا لم تعرف كيفية القيام بذلك، فقد تكون مشغولًا بشدة بأفكارك الداخلية وقلقك حول ما يفكر به الآخرون حولك.
ختامًا
نأمل أن يكون هذا المقال قد ساعدك في فهم أسئلة قوية يمكن أن تحول محادثاتك إلى تجارب لا تُنسى. تأكد من متابعة باقي دروس دورة “تكوين الصداقات”. وبالإضافة إلى ذلك، لا تنسَ أن تبقى مستعدًا للاستماع والتواصل بصدق مع الآخرين، فهذا هو الطريق لبناء علاقات قوية ومميزة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.